إشارات غامضة من الفضاء العميق.. ألغاز علمية قد تكشف سر الحياة خارج الأرض

إشارات غامضة من الفضاء العميق.. ألغاز علمية قد تكشف سر الحياة خارج الأرض
إشارات غامضة من الفضاء العميق

تستقبل الأرض بشكل مستمر موجات راديوية وإشعاعات كهرومغناطيسية مصدرها الفضاء العميق، ويستطيع العلماء تفسير معظمها من خلال ظواهر طبيعية مثل النجوم النابضة أو الشمس. لكن المثير أن هناك إشارات لا تزال غامضة حتى اليوم، ما جعل بعض الباحثين يرجحون أنها قد تكون صادرة عن حضارات فضائية بعيدة تحاول التواصل معنا.

إشارة “واو”.. اللغز الذي حيّر العلماء

من أبرز هذه الإشارات إشارة “واو” التي رُصدت عام 1977 عبر أحد التلسكوبات العملاقة. كانت قوية للغاية إلى درجة أن عالم الفلك كتب بجوارها كلمة “واو” على سجل الرصد تعبيرًا عن دهشته. وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، ظل العلماء يتساءلون: هل هي محاولة اتصال من كائنات فضائية أم مجرد ظاهرة طبيعية مجهولة؟
ومؤخراً، وبعد إعادة تحليل البيانات باستخدام تقنيات متطورة، تبيّن أن قوة الإشارة كانت أكبر أربع مرات مما كان يُعتقد سابقاً، وهو ما زاد من غموضها، خاصة مع غياب أي تفسير فلكي واضح حتى الآن.

اكتشاف جسم كوني غريب Askap J1832–0911

في خطوة علمية حديثة، أعلن الباحثون عن رصد جسم كوني فريد أطلق عليه اسم Askap J1832–0911. هذا الكائن يصدر إشارات راديوية وأشعة سينية لفترة دقيقتين ثم يختفي في صمت يمتد 44 دقيقة، قبل أن يعاود الإرسال مجدداً، بطاقة تعادل 14,700 ضعف ضوء الأرض.
هذا النمط لم يُرصد من قبل، ويصعب تفسيره من خلال النظريات الفيزيائية المعروفة، مما يرجح أنه قد ينتمي إلى فئة جديدة تمامًا من الأجرام السماوية التي لم يتم التعرف عليها سابقًا.

انفجار راديو سريع من 8 مليارات سنة ضوئية

في عام 2024، رصد العلماء انفجارًا هائلًا من موجات الراديو قادمًا من مسافة تقارب ثمانية مليارات سنة ضوئية، وأطلق عليه اسم FRB 20220610A. هذه الظاهرة تعد واحدة من مئات الانفجارات الراديوية السريعة التي حيرت علماء الفلك حول العالم.
تشير الدراسات إلى أن هذه الإشارة نشأت من مجموعة مجرية تعود إلى زمن كان فيه عمر الكون نحو خمسة مليارات سنة فقط. بعض الباحثين يرون أنها مجرد ظاهرة فلكية مجهولة، بينما يذهب آخرون إلى احتمال أن تكون رسائل تحمل بصمة حضارات ذكية خارج كوكب الأرض.

ألغاز مفتوحة على احتمالات بلا نهاية

رغم التقدم الكبير في تقنيات الرصد والتحليل، تبقى هذه الإشارات الغامضة تحديًا مفتوحًا أمام العلم. فهي تكشف عن أسرار جديدة حول نشأة الكون وتطوره، لكنها في الوقت نفسه تُبقي باب التساؤلات مفتوحًا: هل نحن وحدنا في هذا الكون الفسيح، أم أن هناك حضارات أخرى تحاول أن تخبرنا بوجودها؟.. ربما نعرف الحقيقة كاملة في المستقبل.